كل ما تريد معرفته عن التربية الايجابية

يترجم الكثير من الآباء مصطلح التربية الايجابية بشكل خاطئ أو مختلف، قد يظنا أنه إما أنه تجاهل تام لسلوك الطفل (عدم التعليق عليه) أو حصر تصنيف السلوك ما بين افعل ولا تفعل. بينما في الأساس تركز التربية الايجابية على فهم وتغير المعتقدات بدلاً من التركيز على تغيير السلوك الظاهري.
لا داعي لشراء مئات الكتب وتشتيت الأفكار، هي أمور بسيطة ومبادئ يسير عليها الآباء لصنع كيان عظيم وشخصية موزونة. ولا ننسى أن التربية تحدي وزيادة الوعي للسير على خطى حياة صحية وهادئة.
مفهوم التربية الايجابية

هو التركيز على فهم ورعاية السلوك الجيد بدلاً من المعاقبة على السلوك الخاطئ. وتدعيم مهارات التواصل بين الآباء والأبناء، والقدرة على ضبط النفس وفهم مراحل الطفولة المختلفة.
تختلف السلوكيات بين طفل وآخر، كما أن الأمر يزيد تحدياً عندما يكون هناك إخوة. حيث تبدأ المقارنات وتقليد الطفل الصغير للكبير، وغيرها من الأمور التي ترهق الآباء والأمهات.
في كل الأحوال يجب اتباع اكثر من طريقة وعدم الثبات على واحدة فقط حتى لو فشلت. المهم هو عدم اليأس والمثابرة، وذلك بزيادة وعي الأطفال ومشاركتهم في مسؤوليات خفيفة، كالمساعدة في أعمال المنزل.
اقرأ أيضاً: دليلك إلى النجاح في الحصول على عمل من المنزل
فوائد التربية الايجابية
هذه الطريقة الفعالة تفيد الأبناء بشكل كبيرة، وهي أيضا لها فائدة تعود على الأب والأم:
- تعليم الطفل مهارات الحياة
- بناء شخصية سوية وفعالة
- الاستعداد للدراسة
- البعد عن الاكتئاب والضيق لكلاً من الآباء والأبناء
- الصدق والتصالح مع النفس
- إشباع العاطفة والشعور بالأمان
- احترام وتقدير الذات
- ضبط النفس والتحكم في المشاعر
مبادئ وأسس التربية الإيجابية

نحن نحتاج إلى تخصيص وقت للتدريب على جوانب عديدة، مثل العادات وحل المشكلات، بدلاً من أن نتوقع أن يتعلمها الطفل من محاضراتنا. (جين نيلسن)
1) الاحترام المتبادل
يجب التعامل مع كيان الطفل بالنزول إلى مستوى تفكيره ومعاملته كطفل يحتاج إليك. فأنك النبراس الذي ينير له الطريق ويفتح له أبواب الوعي المغلقة.
يعتقد الآباء أن الاحترام المتبادل بينهم يتمثل في ترك زمام الأمور لهم، على العكس يجب التوازن بين الحزم واللطف. والتفريق بين أوقات اللعب وأوقات الجدية. اجعلها قوانين ومبادئ يسير عليها كافة أفراد المنزل كباراً وصغاراً، ذلك سيجنبك الكثير من النقاش والصراخ.
لا يكافئ الطفل بالحب، يجب أن يعلم أن حبه ساكن في قلب أبويه ليشعر بالأمان ويكون أكثر هدوءاً وأعلى ثقةً بالنفس. ينصح ويأكد خبراء التربية بضرورة وجودة ثقافة الاعتذار. وهذا ما يجعله عضو فعّال في الأسرة ليس مجرد متلقي للأوامر.
2) فهم عالم الطفل
كل مرحلة يمر بها طفلك تتغير فيها مشاعره واحتياجاته، حيث أن الطفل في عمر الشهور تراه يتشبث بالأشياء مستكشفاً إياها. وعندما يحكي لك طفلك في سنواته الأولى مواقفاً لم تحدث فهو يستعمل خياله بالتأكيد. الثقافة التربوية ترشد الأبوين للوصول إلى الأسلوب الصحيح.
ومع تغير المراحل تتغير المعالة ويتغير الأسلوب، ولا يعني هذا أيضاً زيادة في جرعة الحزم، إنما معرفة مراحل تطور الطفل النفسية والبدنية.
3) التواصل الفعّال وحسن الانصات

إبداء التعاطف، وإظهار المشاعر المختلفة خصوصاً في تعابير الوجه ونبرة الصوت. كما يجب التفاعل مع المشكلة التي يحكها الطفل وأخذ الرأي لا إصدار الأحكام. ومن المهم جداً شرح الموقف للطفل وفهمه لطريقة توظيف مشاعره في المواقف المعينة.
وعندما يعرض عليك الطفل مشكلةٍ ما تعرض لها من الأفضل مناقشته ثم عرض الحلول عليه ليختار الحل الصحيح مع التوجيه.
4) التشجيع وعدم الإفراط في المدح
من أهم المبادئ التي يجب الحرص على فهمها وتنفيذها. وهو عدم المبالغة في مدح الطفل، واستبدال ذلك بالتحفيز والتشجيع. مثال على ذلك في حل الواجب المدرسي إذا واجه أخطاء يجب التعديل عليها، وعندما يتم اجبه بالشكل الصحيح تحفيزه بعبارات مثل(أصبحت ماهر في حل الواجب).
ذلك سيزيد من وعيه، وثقته في نفس وسيؤثر عليه على المدى البعيد. وفي حالة الإفراط في المدخ سيخلق شخصية منافقة تسهى فقط لإرضاء من حوله للحصول على عبارات التشجيع.
5) فهم وجهة نظر الطفل
يخطأ الطفل وهو له أفكار داخلية راسخة نشأ عنها هذا السلوك الخاطئ. وعندما تقابل الأم هذا التصرف بالصراخ والانتقاد يبادر الطفل أيضاً بالصراخ. وقد يظن الأهل أنها قوة شخصية أو نقص في التربية. ولكنه في الحقيقة يخبئ داخله ضعف وحزن بالغ، وعدم الشعور بالأمان.
ولهذا يجب التركيز على المعتقد الحقيقي وراء التصرف وتغيره تماماً واستبداله بمعتقدات سليمة.
مثال على ذلك تشبث الطفل بشراء لعبة ما، في موقف مثل هذا يجب عدم الاستجابة نهائياً لطلباته. وتخبره بأنك تفهمه وتريد شرائها ولكن لا تستطيع الآن إلا أن يهدأ. هنا يتعلم الطفل السيطرة على رغباته.
6) فرض العواقب

هناك فرق بين العواقب والعقاب، العقاب كالإساءة بالضرب أو الإهانة أو التجاهل أو وضع الطفل في ركن العقاب. أما العاقبة فهي من أنجح طرق التربية. حيث يكون الجزاء من جنس العمل.
مثال على ذلك إثارة الشغب أثناء التنزه، فيكون العقاب هو عدم التنزه في الأسبوع المقبل. العقاب (خصوصاً الضرب) هو أفشل السبل للتربية وينتج عنها طفل متمرد وفاقد للثقة، وبالتالي صعب تربيته. أما العاقبة فهي منطقية وأسهل في فهم الطفل للأمور. يعلم جيداً أنه ملزم بالحفاظ على أسلوب معين أثناء الخروج وإلا حُرم مما يحب.
7) مبدأ المشاركة
تعامل مع طفلك بعقلية ناضجة، اشركه معك في أمور الحياة اليومية. وتبادل معه الآراء والمهام اليومية البسيطة، ولكن حذارِ إرهاقه بالمهام وتنسى أنه طفل في النهاية يحب اللعب وافراغ طاقته بشكلٍ ما. لذا أفضل طريقة هي المشاركة وحتى بمرافقته لك في اجتماعات العائلة وزيارة الأهل والأصدقاء. واشكره على مساندته لك وعبر له دائماً عن حبك وامتنانك.
صحيح أنها مبادئ أساسية ولكن الموقف أمامك يفرض عليك طريقة معينة. وإذا كنت تخطيت التربية الإيجابية ونشأ عنها طفل غير متزن مازال أماك متسع من الوقت لإصلاحه وتقويمه. ادعم حياة طفلك بالمواقف الايجابية التي لا تنسى.