طريقة تأسيس الاطفال والتعامل مع أول يوم حضانة

الأطفال هم البذرة التي نغرسها في المجتمع الذي نحيا فيه، إما أن تطرح فيه عماراً، أو تهدمه. لذا تأسيس الاطفال من أهم الأمور التي تشغل بال الكثير من الآباء والأمهات. والمراحل الأولى معروف عنها التحدي ويلزمها الكثير من الصبر والطاقة والأهم هو التركيز في تحديد طريقة سهلة وميسرة للطفل.
عمر تأسيس الاطفال

لا يوجد عمر معين يبدأ فيه الطفل بالتعلم، منذ ولادته يبدأ الصغير في التعرف على الكون من حوله. يكتشف الأشياء مستخدماً حواسه كاللمس والتذوق والسمع. وأول نبراس منير يقابله لينير له طريقه هي الأم الحنون.
يعتمد الطفل على سمعه في تمييز الكلام، فيبدأ بترديد ما يسمعه ويتعرف على أسماء من حوله. حتى يصل إلى سن 3 سنوات، في هذه الفترة نستطيع أن نضع أمامه أوراق وألوان ليتدرب على الكتابة وتمكينه من مسك القلم.
في هذه الفترة يجب تكرار الأشياء البسيطة أمامه. كأن تقول الأم واحد اثنين ثلاثة وهكذا. يبدو له مألوفا حينما يدخل الحضانة.
التعامل مع الطفل في سن التأسيس
مهما كان طفلك عنيداً تذكري دائماً أن ما تكتبيه اليوم في صفحات حياته سيقرأه غداً، لذا أحسني الكتابة. مرحلة التأسيس مرحلة حساسة تحتاج إلى رفق وتعاطف. التعامل مع طفلك في هذه المرحلة يجب أن يكون عنوانه الاحتواء. هي الوسيلة الأكيد نجاحها.
تحبيب الطفل في الدراسة كتشجيعه وفرض الجوائز، تنافسي معه في الحلول، ابدأ بعمل كراسة خاصة بكِ وحلي واجبك أمامه. وبالطبع ابتعدي تماماً عن أسلوب الضغط وفرض الأوامر، مثل افعل هذا ولا تفعل هذا، الدراسة مهمة، يجب كتابة الواجب حتى لا تعاقب.
يجب أن يشعر الطفل ذاته بمسؤولية كتابة واجبه بنفسه، وأنه من ضمن أملاكه كألعابه تماماً.
البداية (أول يوم حضانة)

قد تكون الأم هي التي يجب تحضيرها لهذا اليوم وليس الطفل، حيث أول مرة يترك حضنها فينتابها القلق والخوف. لذا يجب السير وراء بعض الأمور والخطوات حتى تتجنبي الصدام والتوتر في هذا اليوم الحتميّ. وفيما يلي بعض النصائح التي ستسهل عليكِ أول يوم حضانة:
- اذكري الحضانة أمام الطفل، عرفيه بها كجعله يشاهد صوراً لها وللأطفال فيها حيث الفرح واللعب والكثير من الصداقات.
- اصحبيه إلى جولة استكشافية ليخرج من عالم الصور والخيال إلى أرض الواقع، ليكون فكرة راسخة عن الحضانة بأنها ليست بالمجهول.
- اصحبيه إلى السوق واتركيه يختار حقيبته الخاصة بالحضانة بالإضافة إلى الأقلام والكراسات وعلبة الطعام، سيزداد حماسه بل سينتظر هذا اليوم.
- حديثه أنه مكان يجمع الأطفال فقط ولا مكان للكبار باستثناء المعلمات، حتى لا يتشبث بكِ للجلوس معه.
- عديه بأن تحضري له هدية بعد مرور أول يوم دون بكاء وهكذا لكل يوم حتى لو مجرد حلوى يحبها، أو مكان مفضل يذهب إليه.
- لا تهملي النوم والاستيقاظ واصنعي روتين خاص بكم حتى يعتاد عليه قبل الذهاب إلى الحضانة.
بداية التأسيس
التدريب المسبق على مسك القلم يسهل التعلم، ويوفر الكثير من الوقت والمجهود. يجب أن يمسك القلم ويبدأ في تخيل الأشياء وربط الأسماء بالأشكال. مثلاً أن تقول للطفل هذه نصف دائرة ارسم مثلها. فيدرك الأشكال.
أما عن العد فيمكن احضار الألعاب مثلاً وعدها أمامه واتركيه ليعد وعدي أصابعه معه. وتعمدي دائماً أن تذكري المسميات أمامه. ليربط الاسم بالشكل، ويتعوّد على الكتابة بعد التفكير في شكل الحرف.
اعتمدي على الصور والألوان فهي تلف انتباه الطفل وتجذبه إلى التعلم. اطبعي مثلاً الحروف على كروت ورقية صغيرة وملونة، ثم ارسميها بيدك واتركيها ليلونها.
الحفظ والتلقين هو أسلوب الحضانة، وليس من الضروري اجباره على الذهاب الى الحضانة مع كتابة جميع الواجبات.
قولي له أن هذا شيء يخصك إما أن تريد أن تكون مميز أو فاشل.
كيف يستمر الطفل على مستواه الدراسي؟

بالطبع البداية ليست بالضرورة حكم سينفّذ بقية العمر. بل سينحرف الوضع قليلاً ويعود مرة أخرى إلى مساره. ولكي يستمر الطفل على مستواه الدراسي في الحضانة يجب تشجعيه بصفة مستمرة حتى يكبر. وتجنبي تماماً الوعود الكاذبة، يسبب ذلك في احباط الطفل وكرهه للقيام بالعمل أياً كان.
بالإضافة إلى التشجيع افرضي العاقبة والثواب بمعنى أن عدم كتابة الواجب يؤدي إلى كذا وكذا، والعكس كتابته ستمنحه الكثير.
احتواء الطفل واشعاره بالآمان والحب والود، من أهم الأسباب التي تجعله يكمل ويستمر بمستوى ممتاز، وهي أساسيات التربية الايجابية. احتضنيه حتى يطمئن من حبك ويمتص منكِ ثقته بنفسه.
وأخيراً أشيري دائماً إلى ما يتعلمه، وأبدي الاهتمام والتركيز عندما يكلمك بحماس عن أصدقائه وأموره الصغير. ويمكنك أخذه لشراء الكتب الخاصة بالأطفال ودعمه وتنمية حب القراءة بداخله.