علاج اكتئاب ما بعد الولادة ودور الزوج في تخطيه

يصيب العديد من النساء اكتئاب ما بعد الولادة وتشعر بخلل ما بداخلها وأنها غير متقبلة الوضع الجديد. يصيب الأم عادةً الكثير من الأرق والغثيان، ويصبن بالحزن الشديد بدون معرفة أي أسباب. ويقفدن الشغف في ممارسة المهام اليومية أو حتى رعاية صغيرهن حديث الولادة.
عادةَ ما تختفي آثار الاكتئاب من تلقاء نفسها في غضون أسبوع أو أسبوعين من الولادة. ولكن إذا استمر هذا الوضع لأكثر من أسبوعين ينبغي زيارة الطبيب فوراً للحصول على استشارة طبية نافعة.
هل هو مصطلح حديث؟

يُعّرف اكتئاب ما بعد الولادة بأنه حزن وضيق يتسلل إلى الأيام الأولى بعد الولادة. ويعاني منه ما يصل إلى 4 من كل 5 أمهات جديدات. كما أنه يصيب الأم حتى لو لم تكن الولادة الأولى لها.
ولكن حالما يذكر هذا المصطلح أمام الأزواج يتبادر فوراً على ألسنتهم بتفاخر أن امهاتهم قديماً لم يعتريهن هذا القدر من الحزن والبؤس رغم أن اعداهم كانت أكثر. وبدلاً من الحد من المشكلة تفاقمها. إذاً قد يكون هذا المصطلح كغيره من الأمراض ولد حديث الزمن.
للزوج دور كبير جداً في احتواء الأم في هذه الفترة ولا ينبغي أبداً أن يتذمر أو يقلل من حزن الأم. ويبادر بالكثير من المساعدة خصوصاً في الشهر الأول، أو تكليف أحد بذلك.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
يوجد نوعين من الأسباب، وهما:
1) أسباب عليمة
- التغيرات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة، منها انخفاض في هرموني الاستروجين والبروجسترون بشكل مفاجئ. وهذا يسبب التقلبات المزاجية. أيضا تغير في الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية بشكل حاد، مما قد يجعلهم يشعرون بالتعب والاكتئاب.
2) أسباب نفسية
- تتمثل الأسباب النفسية التي تجعل الأم تشعر بالضيق والحزن، هو تغيير تام في روتين حياتها اليومية. في هذا الحالة أي انسان طبيعي يمر بتغير في الروتين يشعر بشيءٍ من الضيق. يعتبر الروتين نعمة في بعض الحالات.
كما أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم وعدم تناول الطعام بشكل جيد يمكن أن يعزز هذه المشاعر.
الأعراض التي تشعر بها الأم
تمر الأم بمجموعة من الأعراض من خلالها يتم تشخيصها، والاعراض هي:
- الرغبة في الانعزال طوال الوقت
- الغضب السريع من أمور بسيطة
- فقدان الشغف بالعمل أو ممارسة المهام اليومية
- الكسل
- الإحباط والحزن
- الإهمال في المظهر
- التوهم بالتعب والإرهاق
- التخوف من إيذاء الصغير
- أفكار فكار انتحارية أو عنيفة أو سلوك غريب (مرحلة متقدمة)
علاج اكتئاب ما بعد الولادة

قد لا يلاحظ الأخرين قدر التعب والحزن على الأم، أو أنها تجاهد في عدم الاستسلام كثيراً. لذا يجب اتباع العلاج البسيط الذي بدوره سيحيط بالأعراض حتى لا تنفرط زمام الأمور.
قد يصبح الأمر أكثر خطورة ويحتاج إلى تدخل متخصص نفسي لمتابعة الأم فترة الاكتئاب. ويفضل عدم الاهمال من الزوج ومتابعته بنفسه حتى يهدئ من حدة المشكلة.
ومن أساليب العلاج البسيطة هي:
- الصلاة والمداومة على قراءة القرآن الكريم
- الحصول على قدر كافي من النوم
- طلب المساعدة من الزوج أو الأهل
- التنزه أو الخروج من البيت حتى لو كان للبقالة
- الحصول على الدعم من الخبراء من الأمهات
- تناول الوجبات الصحية والابتعاد عن الكافيين
- اقرأ دائماً ويومياً عن التربية وطريقة التعامل مع الأطفال
دور الزوج في تخطي اكتئاب ما بعد الولادة

بالطبع الأب له دور كبير في معالجة ودعم الأم معنوياً حتى ولم يلحظ عليها أي أعراض مما سبق ذكرها. قد يكون مجرد الكلام وفتح أبواب المناقشة بين الزوجين هو حائط السد بين الاكتئاب والأم.
أيضا تمرير بعض الأعمال المنزلية للزوج يفيد كثيراً في انهاء هذه الفترة بسرعة كبيرة. أو على الأقل حمل الطفل لتنال قسط من الراحة. وأهم دور للزوج هو منع الكلام السبي أو النقد وما شابه، وذلك لأن المشكلة قد لا تكون موجودة أصلاً ولكنها تولد مع النقد المستمر.
وجدير بالذكر أن الأب يتأثر نفسياً أيضا بمرحلة الطفل الجديد، قد يكون بسبب اهمال زوجته له ورعايتها فقط للصغير أو لأسباب أخرى. ولهذا يجب معاونة الزوج والزوجة بعضهما البعض ليمرا بسلام إلى بر الحب والأمان.
الطريقة الصحيحة لاستقبال طفل جديدة
الطفل الجديد يعني هدية عظيمة من الله عز وجل، ينبغي من الأبوين أن يتشبثا في بعضهم ليحافظوا عليها. أولاً نحمد الله تعالى على رزقه الكريم.
استعدي وتهيأي نفسياً قبل مرحلة الولادة وتابعي مع الصفحات التي تتحدث عن الأمومة. حيث أنها تعرض العديد من المشكلات الواقعية فيكون لديكي حصن منيع من هذه النوعيات من المشاكل.
وأخيراً استمتعي بلحظاتك الخاصة أثناء وجوده في رحمك فهي لحظات جميلة لا تعوّض، وحتى تمام سنواته الأولى.