مخاطر الجلوس لفترات طويلة وكيفية تخفيفها؟
الجلوس 8 ساعات يوميا يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والموت المبكر بنسبة 20%

مع دخول العالم في جائحة كورونا، وانتهاج العديد من الشركات حول العالم لاستراتيجية العمل من المنزل، فضلا عن الكثير من الأعمال التي يقوم بها أصحابها في الاصل من المنزل تستوجب الجلوس أمام شاشات اللاب توب كثيراً. أصبح الملايين حول العالم يجلسون كثيراً، هذا بالإضافة الى أصحاب الأعمال اليومية العادية الذين قد يضطرون الى الجلوس على المكتب لساعات كثيرة، زادت مخاطر الجلوس لفترات طويلة وهو الأمر الذي كان موضع العديد من الدراسات.
فوفقًا لدراسة جديدة. يمكن أن يزيد الجلوس لأكثر من ثماني ساعات في اليوم أمام شاشات الكمبيوتر واللاب توب من خطر الإصابة بأمراض القلب والموت المبكر بنسبة 20 في المائة.
وقد أجرى الدراسة كلاً من سكوت لير الاستاذ بجامعة سايمون فريزر، ووي لي من الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية في بكين، حيث تعقبا 100،000 شخص في 21 دولة على مدار 11 عامًا في محاولة للحصول على مزيد من المعلومات حول مخاطر الجلوس لفترات طويلة.
قال لير أن “الجلوس سيء بالنسبة لنا، وهذا ليس بالأمر الجديد”، موضحًا أنهم كانوا يحاولون قياس ما إذا كان النشاط البدني المتزايد يمكن أن يخفف من الآثار السيئة لهذا الجلوس الطويل.
ووجد البحث أن مخاطر الوفاة المبكرة وأمراض القلب زادت بشكل أكبر بين أولئك الذين أمضوا وقتًا أطول في الجلوس. وقاموا بأقل قدر من النشاط البدني.
وأوضح أن “الأشخاص الذين كانوا نشيطين للغاية لديهم مخاطر أقل بكثير ، بل وكان لديهم مخاطر أقل من أولئك الذين يجلسون لمدة أربع ساعات في اليوم دون القيام بنشاط بدني”.
الحركة مهمة
يقول لير إن مقدار النشاط المطلوب لتعويض الضرر المحتمل، يسهل تحقيقه إلى حد ما، لكن ينقصه الوعي. إن تلبية الحد الأدنى لممارسة النشاط وهو 60 دقيقة يوميًا كافٍ لتقليل المخاطر المرتبطة بالجلوس ، ولكنه معيار يحققه ويؤمن به فقط واحد من كل أربعة أشخاص.
اذاً فالحركة للاشخاص مهمة جداً لتعويض أى ضرر محتمل من الجلوس.
يقول لير: “المشي لمدة ثلاث دقائق، سواء كان مشيًا خفيفًا أو معتدلًا، لا يهم ، كل 20 أو 30 دقيقة”. ويضيف “انهض ، افعل شيئًا ، تجول. الحركة مهمة. الوقوف لا يختلف كثيرًا عن الجلوس ، إنه مجرد وضع مختلف. الحركة هي المهمة.”

كما وجدت الدراسة أنه بالنسبة لأولئك الذين يجلسون أكثر من أربع ساعات في اليوم ، فإن استبدال نصف ساعة من الجلوس بممارسة الرياضة قلل من المخاطر بنسبة 2٪.
الجلوس كالتدخين
وتساوى رسائل الصحة العامة بين مخاطر الجلوس واضرار التدخين، لدرجة أن البعض منها يقول أن “الجلوس هو التدخين الجديد” وهذا الأمر وجد ما يؤيده قليلا في هذه الدراسة الجديدة.
حيث يقول لير “عندما نظرنا إلى الجمع بين الجلوس والنشاط البدني المنخفض وجدنا ان هذه المزيج يمثل أقل بقليل من تسعة في المائة من الوفيات على مدى 11 عامًا. بينما كان التدخين يمثل 10.6 في المائة”.
وهذا يعنى أن وفيات الجلوس الى حد ما قريبة من وفيات التدخين
لافتاً الى أن هذه تمثل رسالة مهمة للأطباء والمتخصصين حيث أن العمل مع مريض لزيادة نشاطه، أو ابعاده عن الالتصاق بمقعده هو تدخل منخفض التكلفة إلى حد ما، يمكن أن يكون له فوائد كبيرة، اقلها تقليل نسبة الوفيات”.
لماذا الجلوس سيئًا للغاية
يشرح لير سبب كون الجلوس سيئًا للغاية، قائلاً ” “أجسامنا آلات فعالة وعندما لا نستخدمها، تتوقف الأشياء. ما يحدث ، على وجه الخصوص ، هو أن البروتينات التي تُستخدم لتفكيك السكر والدهون من الدم لتستخدمها عضلاتنا كطاقة تتعطل بسبب أننا لا نتحرك ، فلماذا نحتاج إلى تلك الطاقة؟

هذا هو السبب، كما يقول لير ، من المهم بشكل خاص عدم البقاء مستقرًا في الساعات التي تلي الوجبة مباشرة. ولهذا السبب وجدت دراسات أخرى أن مشاهدة التلفاز من أسوأ أنواع الجلوس، لأنه غالبًا ما يقترن بتناول الوجبات الخفيفة.
في حين أن الدراسة لم تبحث في. ما إذا كان التحول إلى العمل عن بُعد أثناء الوباء قد أثر على المخاطر. يقول لير إن الأشخاص الذين يعملون من المنزل. يجب أن يدركوا أنهم قد يتحركون أقل مما كانوا عليه عندما كانوا يذهبون إلى المكتب.
يقول: “بعض الناس أكثر إنتاجية في المنزل. لمجرد أنهم يجلسون ويعملون أكثر بدلاً من المقاطعة. أو الذهاب إلى مبرد الماء أو آلة التصوير أو أي شيء آخر. من الأسهل الجلوس نوعًا ما (في مكان واحد)”.
ويقدم لير بعض الاستراتيجيات المفيدة منها:
- النهوض والتجول عند التحدث على الهاتف
- ضبط المنبه كل نصف ساعة كتذكير للنهوض والتحرك
- في المنزل يمكن أيضًا أن توفر الأعمال الصغيرة. مثل إفراغ غسالة الصحون أو صب فنجان من القهوة فرصة للخروج من مكتبك
مخاطر الجلوس بوضعيات خاطئة
من ناحية اخرى هناك الملايين ممن لا يعرفون أو يجيدون الجلوس بوضعيات صحيحة. سواء على المكتب أو أمام شاشات اللاب توب والكمبيوترات. الأمر الذي يسبب الكثير من أمراض العمود الفقري والرقبة. كآلام الظهر، وآلام الرقبة، وإنحناء الظهر وتقوسه.

فضلاً عن مشاكل الجهاز الهضمي. حيث قد يؤدي الجلوس الخاطئ الى الضغط على أعضائك، الأمر الذي يبطئ من عملية الهضم ويسبب مشاكل في المعدة.
كما قد يؤدي ايضا الجلوس الخاطئ أمام شاشات الحواسيب الى مشكلات إجهاد العين. الأمر الذي ينتج عنه احمرار العين وجفافها والشعور بالألم والصداع.
الجلوس الصحي
وللجلوس الصحي مجموعة من الضوابط لابد ان يتبعها الشخص حتى لا يقع فريسة للجلوس الخاطئ منها:

- ضبط ارتفاع المقعد حتى يمكن استخدام لوحة المفاتيح بشكل مستقيم
- أن يكون الجهاز مناسباً لمستوى العين ولا يتسبب في انحناء
- العمل على استقامة الذراعين والمرفقين
- الحفاظ على أن يكون الظهر مستقيمًا، ومحاولة استخدام وسادة داعمة للظهر
- عدم وضع ساق فوق أخرى مع الحفاظ على وضع القدمين على الأرض
- عدم الجلوس على طرف الكرسي الأمر الذي يؤدي الى انحناء الظهر
قد تطالع أيضا | أفضل وقت لممارسة الرياضة ، هل الرياضة الصباحية أم مساءً قبل النوم؟