
لا يزال الملياردير الامريكي إيلون ماسك أحد نجوم شبكات التواصل الاجتماعية وصفحات الجرائد، ومواقع الانترنت، في مختلف انحاء العالم. هذه المرة يتصدر أسم المليونير المثير للجدل بسبب منتجات شركته سبيس أكس المتمثلة في الأقمار الصناعية ستار لينك (Starlink internet).

حيث ابدت الصين قلقلها الواسع من الاستخدام العسكري للأقمار الصناعية للمليونير الأمريكي إيلون ماسك في الأغراض العسكرية خاصة بعد توقيع عقد مع وزارة الدفاع الامريكية، فضلا عن تهديد مباشر حدث قبل فترة من جانب اقمار ماسك لمحطة الفضاء الصينية.
ما هي أقمار ستار لينك؟ وما هي استخداماتها؟
هي أقمار صناعة تقدم خدمة الإنترنت ذو النطاق العريض وهي تعتبر الأكثر تقدمًا في العالم، حيث تعمل اقمار Starlink internet عن طريق إرسال البيانات عبر الفضاء، بحث يتم نقلها بشكل أسرع عشرات بل مئات المرات من استخدام كابل الألياف الضوئية.
كما ان تلك الاقمار يمكنها أن تصل الى أى شخص في أى مكان على الكوكب طبقا لخطة ماسك الطموحة.
ورغم أن هناك الأن خدمات إنترنت عبر الأقمار الصناعية، وهي تأتي من أقمار صناعية ثابتة بالنسبة للأرض تدور حول الكوكب على بعد حوالي 35000 كيلومتر، إلا أن أقمار Starlink تتجاوز ذلك بكثير فهي عبارة عن كوكبة من الأقمار الصناعية المتعددة التي تدور حول الكوكب بارتفاع منخفض حيث تبعد فقط حوالي 550 كيلومترًا، فضلا عن انها تغطي الكوكب بأكمله.
هذا الارتفاع المنخفض لستار لينك يجعل وقت انتقال البيانات سواء ذهابا وايابا بين المستخدمين والأقمار الصناعية قصير جداً مقارنة بالاقمار الاخرى ذات المدارات الثابتة.
وبالطبع خدمات مثل الألعاب الثقيلة على الشبكة، ستكون متاحة بكل سهولة عبر هذه الاقمار، وهو الخيار الذي لم يكن متاحاً بشكل جيد عبر الأقمار الصناعية ذات النطاق العريض.
ومع السرعة المذهلة للإنترنت التي تقدمها أقمار ستار لينك، تطمح في أن تكون أحد المتواجدين في الصفوف الأولي في خدمات الطوارئ عبر العالم، خاصة في أوقات الكوارث العصيبة التي تقف حائلاً دون تمرير اية اتصالات.

كما يسعى ماسك من خلال أقماره الصناعية ـ بحسب تصريحاته ـ الى سد فجوة وجود الانترنت عالي السرعة في الأماكن الريفية والمجتمعات البعيدة التي لم يصل أليها مزودي خدمات الإنترنت.
بحيث يستطيع قاطنوا تلك المجتمعات من عمل زيارات افتراضية للطبيب، وأخذ دروس عن بُعد على سبيل المثال.
بالنهاية يطمح ماسك الى ايصال انترنت عالي السرعة الى الاماكن التي يكون الوصول فيها للإنترنت التقليدي مكلفًا للغاية، أو غير متاح تمامًا، أو ينطوي على مخاطر.
مبعث القلق الصيني من أقمار ستار لينك
بنهاية شهر مايو / ايار الماضي انتشرت اخبار عن ورقة بحثية صينية أعدها باحثون صينيون يعملون في مجال الأبحاث العسكرية، وتتناول هذه الورقة المخاطر المحتملة لانتشار أقمار ستار لينك الفضائية التابعة لشركة سبيس أكس التي يترأسها رجل الأعمال الامريكي إيلون ماسك والذي يلقب بأغنى رجل في العالم.
وحددت الباحثون الذين قادهم الباحث رين يوانشن بمعهد بكين للاتصالات السلكية واللاسلكية، مخاطر تلك الأقمار الصناعية على الأمن الاستراتيجي الصيني.
منها أن تلك الأقمار ستساعد الطائرات العسكرية الأمريكية بدون طيار والطائرات المقاتلة الشبح منى زيادة سرعة نقل البيانات بأكثر من 100 مرة من الوضع الطبيعي.

وقد وقعت بالفعل شركة ماسك تعاقداً مع وزارة الدفاع الأمريكية لتطوير تقنية جديدة تعتمد على ستار لينك، وتهدف بشكل اساسي الى تطوير أنظمة حساسة قادرة على اكتشاف وتتبع الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت (الأسلحة فرط صوتية)، وهي الأسلحة التي برعت في تطويرها الصين وروسيا.
كما أشار الباحثون الصينيون ايضا الى انه قد تم بالفعل تجهيز تلك الأقمار بدوافع أيونية تسمح لها بتغيير المدارات بسرعة وذلك من أجل القيام بتكتيكات هجومية ضد أهداف عالية القيمة في الفضاء.
مع أمكانية إطلاق أقمار صناعية تحمل حمولات عسكرية وسط مجموعة الاقمار التجارية لإيلون ماسك.
كيف تكون المواجهة؟
وقد حدد فريق الباحثون الصينيون عدة سبل لمواجهة تهديدات تلك الاقمار الصناعية. مؤكدين انه لابد من تطوير الصين لقدرات مضادة لتلك للأقمار الصناعية. ويشمل ذلك نظام مراقبة حساس غير مسبوق. لتتبع ومراقبة كل قمر صناعي يدخل ضمن مجموعة ستار لينك. والتي يتجاوز عددها 2000 قمر صناعي.
وسيحتاج الجيش الصيني إلى تحديث وتطوير أنظمة المراقبة الفضائية الحالية. للحصول على صور فائقة الدقة لهذه الأقمار الصناعية الصغيرة. لتحديد الميزات غير العادية التي قد تطرأ عليها.
كما يمكن للصين ايضا تدمير أى قمر صناعي بصاروخ. لكن الباحثون قالوا أن هذه الطريقة ستنتج كمية كبيرة من الحطام الفضائي. وستكون بالتالي التكلفة مرتفعة للغاية.في مقابل نظام يتكون من العديد من الأقمار الصناعية الصغيرة منخفضة التكلفة بشكل نسبي.
لكن حتى الان لا يعرف على وجه الدقة الموقف الفعلي الرسمي لحكومة الصين من تلك الأقمار الصناعية. باستثناء الشكوى التي قدمت نهاية العام الماضي لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي. و التى تشكو فيها الصين من أن قمراً من اقمار ستار لينك كاد أن يصيب محطة الفضاء الصينية.
خطوات فعلية على أرض الواقع
وتعمل الصين بشكل علني على تطوير الكثير من التقنيات البديلة المضادة للأقمار الصناعية. ويشمل ذلك بحسب ما تم الافصاح عنه أجهزة ميكروويف التي يمكنها تشويش الاتصالات أو حرق المكونات الإلكترونية لتلك الأقمار.
أيضا أعلنت الصين سابقا انها قد طورت نظاماً لليزر يعمل على تعمية الأقمار الصناعية وإتلافها. كما انتجت أقماراً نانوية يمكن إطلاقها بأعداد ضخمة لتعطيل الأقمار الصناعية كبية الحجم.
فضلا عن انتاج أسلحة إلكترونية قادرة على اختراق شبكة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
يذكر ان شركة spacex الامريكية بدأت إطلاق أول الأقمار الصناعية من starlink في عام 2019. ويوماً بعد يوم زاد عدد الأقمار الى أن وصل الان ما يقارب 2300 قمراً. كما تخطط spacex لإرسال ما يصل إلى 42000 قمراً صناعياً إلى الفضاء في السنوات المقبلة.
قد تطالع أيضا | شركات الطيران تُصنّع طائرات أسرع من الصوت لنقل الركاب