صحة وجمال

المضادّات الحيوية: نعمة أم نقمة؟

الصادّات الحيوية: نعمة أم نقمة؟

فيما مضى كان خبر اكتشاف صاد حيوي جديد بمثابة نصر في حربنا مع الجراثيم، التي فتكت بالكثير من البشر. لكننا اليوم وفي ظل وجود المضادات الحيوية بوفرة وبمتناول أيدي الجميع من جهة، وندرة الصادات الجديدة المكتشفة من جهة أخرى أصبحنا في حرب أشد ضراوة. فهل المضادّات الحيوية: نعمة أم نقمة؟

ماهي المضادّات الحيوية؟

تنقسم الصادّات الحيوية إلى عدة أقسام تبعاً لتركيبها الكيميائي وأصناف الجراثيم التي تؤثر عليها.

وهنا لا بد للتنويه إلى أن الصادات الحيوية تؤثر فقط على الأمراض الجرثومية. وليس لها أي دور في علاج الأمراض الفيروسية كالأنفلونزا ونزلات البرد والفطور وغيرها. ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت الأدوية بما فيها الصادات الحيوية متوفرة بسهولة وتُصرف في كثير من البلدان. وهي متوافرة في كل الصيدليات وبدون وصفة طبية. الأمر الذي دفع الكثير من الناس إلى العلاج بها من تلقاء أنفسهم عند شعورهم بأي عرض أو شكوى صحية. مهما كانت بسيطة وبدون أي استشارة طبية.

لكن بالمقابل نجد بعض التشدد في صرف أي صاد حيوي في الدول المتطورة. كدول أمريكا وأوروبا وذلك بسبب وعيهم لخطورة المشكلة وتبعاتها.

صاغ مصطلح “المضادات الحيوية” العالم واكسمان عام 1942

نتائج الأفراط باستخدام الصادات الحيوية :

هذا الاستخدام المفرط والعشوائي  للصادات أدى إلى نتائج قد نراها بسيطة. لكنها مرعبة ومدمرة على المدى البعيد إذا لم يكن لدينا الوعي الملائم تجاهها.
سنذكر لكم بعضاً من هذه النتائج:
ضعف في مناعة الجسم في مواجهة الأمراض واعتماده بشكل كلي على الأدوية.

مقاومة الجراثيم للصادات الحيوية: فقد طورت الجراثيم آليات دفاع ضد هذه الصادات عند الإسراف في استخدامها. مما أدى إلى حدوث طفرات وتغيرات جينية جرثومية. أنتجت سلالات جديدة مقاومة بشكل عنيف للأدوية التي كانت تؤثر عليها فيما مضى.
على سبيل المثال: بعض الجراثيم  تدعى بالعنقوديات الذهبية. والتي تصيب اللوزتين والبلعوم والرئتين كانت تستجيب للكثير من أصناف عائلة المضادات الحيوية المسماة “البنسلينات”. لكننا نجدها الآن لا تتأثر بنفس الأنواع التي كانت تعالجها فيما سبق.

الإسهال الناتج عن تناول بعض الصادات الحيوية واسعة الطيف حيث أن الصادات الحيوية تعمل على قتل البكتيريا الطبيعية النافعة الموجودة في الأمعاء. ومن الممكن أيضاً الإصابة بالتهاب الكولون الغشائي الكاذب.

التحسس بعض الصادات الحيوية تؤدي لحدوث تحسس عند بعض الأشخاص، الأمر الذي يستدعي إجراء اختبار تحسسي بحقن كمية صغيرة من الدواء تحت الجلد ومراقبة حدوث أي طفح أو حكة  ورد فعل تحسسي قبل إعطاء الدواء كاملاً
في حال الجهل بخطورة التحسس واستخدام هذا العلاج منزلياً فأنت في خطر حدوث صدمة تحسسية خطيرة قد تودي بحياتك.

نصائح لك عزيزي القارئ :

احرص على تلقيك أنت وأفراد عائلتك كل اللقاحات الموصى بها وفق البرامج الطبية المحددة في بلدك أو اللقاحات الموصى بها عند تخطيطك للسفر إلى دولة أخرى.
– عند شعورك بأي أعراض صحية، لا تشخص مرضك من تلقاء نفسك، قم بزيارة أقرب مركز صحي لك،  سيحدد طبيبك نوع المرض الذي تعاني منه ويقوم بكتابة الوصفة المناسبة وبالجرعات التي تناسب حالتك.
*التزم بتناول دواءك بالجرعة المحددة وفق المدة المطلوبة للشفاء التام قد تختفي الأعراض وتظن أنك تماثلت للشفاء وتتوقف عن تناول الدواء فيعود المرض من جديد وبوتيرة أعنف.
أخبر طبيبك في حال كانت لديك أي سوابق تحسسية تجاه أدوية معينة لتحصل على دواء بديل. عند إصابتك بنزلة برد أو انفلونزا : استخدم العلاجات المنزلية المتاحة للجميع كالمشروبات العشبية الساخنة وبعض الفيتامينات المقوية(فيتامين C والزنك) وخذ قسطاً من الراحة ولا تلجأ لاستخدام المضادات الحيوية؛  إذ لا جدوى من استخدامها في الأمراض الفيروسية.
قم بتعقيم وتنظيف الجروح جيداً ولا تتركها مكشوفة وعرضة للمكروبات. أخيراً: قم باتباع قواعد النظافة العامة ونظافة الطعام وطبخه جيداً حتى ينضج  للوقاية من الإصابة بالجراثيم والفيروسات.

والآن هل ترى ان المضادّات الحيوية: نعمة أم نقمة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى